في مدينة نوسي لو سيك بضواحي باريس، تواجه لاعبات كرة السلة المسلمات المحجبات تحديات كبيرة بسبب قرار الاتحاد الفرنسي لكرة السلة الذي يمنع ارتداء أي رموز دينية أو سياسية أثناء المنافسات. منذ نهاية عام 2022، أدى هذا القرار إلى استبعاد العديد من اللاعبات من المباريات الرسمية، مما دفع بعضهن إلى التخلي عن الرياضة تماماً أو الاكتفاء بدور المتفرجين على مقاعد الاحتياط. على سبيل المثال، لاعبات مثل كومبا بادياغا وفاتو سوماري وجدن أنفسهن مضطرات للاختيار بين شغفهن بالرياضة ومعتقداتهن الدينية، مما أثر سلباً على صحتهن الجسدية والنفسية.
أثار هذا الإجراء ردود فعل قوية داخل النادي المحلي، حيث تم تعليق تيموثي غوثيرو، رئيس نادي كرة السلة في نوسي لو سيك، لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لثلاثة أشهر، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 300 يورو على النادي. جاءت هذه العقوبة كرد على موقفه الداعم للاعبات المحجبات، حيث أعلن معارضته العلنية للقرار الذي يعتبره تمييزياً. وفي بيان صادر عن مجموعة "كرة السلة للجميع" التي شارك في تأسيسها، وصف الوضع بأنه يتناقض مع قيم الإدراج والتنوع التي يجب أن تسود في عالم الرياضة، خاصة خلال فترة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.
لا يقتصر هذا المنع على كرة السلة فحسب، بل يمتد تدريجياً إلى رياضات أخرى مثل كرة القدم والرغبي والكرة الطائرة، مع اقتراح قانون في البرلمان الفرنسي يهدف إلى تعميمه على جميع المنافسات الرياضية باسم مبدأ العلمانية. يدافع بعض السياسيين، مثل السيناتور ميشيل سافين، عن هذا التوجه بزعم أنه يحمي الوحدة الاجتماعية ويحد من التأثيرات المتطرفة، لكن خبراء مثل عالمة الاجتماع هيفا تليلي يشككون في صلة ارتداء الحجاب بالتطرف، مشيرين إلى أن الاستبعاد نفسه هو ما يولد التوترات.
على المستوى الدولي، تبرز فرنسا كاستثناء، إذ تسمح الاتحادات العالمية مثل الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية بارتداء الحجاب في المنافسات، مما يثير انتقادات حول النهج الفرنسي الذي يُنظر إليه كشكل من أشكال التمييز. في نوسي لو سيك، يستمر اللاعبات في حضور التدريبات رغم الصعوبات، محافظات على روابط الصداقة والدعم المتبادل، لكن الشعور بالإقصاء يظل حاضراً، مما يعكس تحديات أوسع في دمج التنوع الثقافي داخل المجتمع الرياضي الفرنسي.