الملابس المحتشمة: الموضة الإسلامية تستقطب الجميع وتحقق مليارات

أضيف بتاريخ 09/18/2025
دار سُبْحة


تعرف صناعة الملابس المحتشمة في أوروبا طفرة غير مسبوقة تقودها الطلبات المتزايدة من المسلمين، لتصل قيمة السوق إلى 62.8 مليار جنيه إسترليني مع نهاية 2025. دراسة حديثة أجرتها جامعة باث كشفت أن أزياء النساء المسلمات أصبحت جزءاً من التوجهات الاستهلاكية السائدة في المجتمع، حيث لم تعد التصاميم الفضفاضة الطويلة حكراً على دين معين، بل جذبت فئات عديدة تبحث عن الراحة أو ترغب في الحد من ظاهرة التشييء الجنسي للمرأة.  

الفضاء الرقمي ومؤثرات الموضة عزز هذا الانتشار، فالحجاب أصبح حاضراً في عروض الأزياء الكبرى في الغرب، كما انتقل هوس الملابس الفاخرة المحتشمة إلى دول الخليج المتعطشة للتصاميم العصرية. شركات مثل "Key Modesty" التي أسستها السيدة آية، تصمم ملابس تلبي احتياجات جميع النساء، مع التركيز على التفاصيل التي غالباً ما تغيب عن منافذ البيع التقليدية، مثل تغطية كاملة وضمان عدم شفافية الخامات. واللافت أن زبائن هذه الشركات ليسوا مسلمين فقط، وإنما هناك إقبال متنامٍ من غير المسلمين الباحثين عن ستايل فخم لا يخالف القيم الاجتماعية.  

ثمة تحولات شخصية تدفع بعض النساء، مثل تاسميا أو سيمراه، لتبني نمط ملابس أكثر احتشاماً كاختيار هوياتي وروحي، لا مجرد انصياع للمعايير الدينية. فالبعض يعتبر هذا الخيار تحرراً ووسيلة لتعزيز الاحترام الذاتي، حتى لو كان محفوفاً بتحديات مثل ارتفاع الأسعار، وندرة الخيارات العصرية بأسعار معقولة في الأسواق الكبرى.  

الاتجاه المتزايد نحو الاستهلاك الأخلاقي يرافقه حرص على مراعاة التعليمات الدينية والفروق الثقافية، فاختيار التصاميم والأقمشة يخضع لمعايير تمتد من حظر الصور إلى احترام الطابع التقليدي، كما تبرُز مشكلة "المقاسات" وضعف وجود الموديلات المحتشمة في الحملات الإعلانية. عالم الموضة يسعى اليوم لتطوير حلول تجمع بين الراحة والأسلوب والتكلفة المنخفضة، وسط دعوات لتمثيل أكبر للنساء المتحجبات في الحملات الدعائية وفي مجموعات الأزياء الرئيسية.  

التجربة الشخصية تبقى هي مفتاح الاندماج، فكثير من النساء يعتبرن الملابس المحتشمة بمثابة تعبير عن الهوية واختيار ذاتي يعكس المبادئ والحدود الشخصية، ويربط بين الإيمان والثقة بالنفس وسط عالم يسعى للجمال دون تنازل عن الخصوصية.