مواجهة كلامية جديدة بين الولايات المتحدة والصين على خلفية تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بمناسبة الذكرى التسعين لميلاد الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتبت. فقد أثنى روبيو على شخصية الدالاي لاما، واصفاً إياه بأنه مصدر إلهام للوحدة والسلام والرحمة، وأكد دعم بلاده لحق الشعب التبتي في الحفاظ على هويته الثقافية والدينية، بما في ذلك حرية اختيار قادته الروحيين دون تدخل
رد الصين جاء سريعاً وحاداً. المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماو نينغ، أن الدالاي لاما "منفي سياسي متورط في أنشطة انفصالية معادية للصين تحت غطاء الدين". وشددت على أنه "لا يملك أي حق في تمثيل شعب التبت أو تقرير مستقبل المنطقة". وأشارت إلى أن الولايات المتحدة "ليست في وضع يسمح لها بإصدار توجيهات أو انتقادات بشأن قضايا التبت". واعتبرت أن هذه التصريحات تمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين ومحاولة لتأجيج النزعة الانفصالية في الإقليم.
تتمسك بكين بموقفها التقليدي بأن مسألة خلافة الدالاي لاما واختيار الزعماء الروحيين يجب أن تتم وفقاً للقوانين والتقاليد الصينية، مع ضرورة موافقة الحكومة المركزية على أي قرار في هذا الشأن. في المقابل، يصر الدالاي لاما ومؤسسته في المنفى على أن حق اختيار خليفته يخص المجتمع التبتي وحده ويجب أن يتم بعيداً عن أي تدخل سياسي صيني.
هذه المواجهة ليست جديدة. بل تعكس صراعاً طويلاً حول هوية التبت وحقوق سكانها، وتسلط الضوء على استخدام الرموز الدينية كأدوات في النزاع الجيوسياسي بين القوى الكبرى. بينما تسعى واشنطن لتقديم نفسها كمدافع عن الحريات الدينية وحقوق الأقليات، ترفض بكين أي تدخل خارجي وتعتبره تهديداً لسيادتها ووحدة أراضيها.